فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن قتيبة:

سورة التكاثر:
1- {أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ} بالعدد والقرابات.
2- {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ}: حتى عددتم من في المقابر: من موتاكم.
8- {عَنِ النَّعِيمِ} يقال: الأمن والصحة. اهـ.

.قال الغزنوي:

سورة التكاثر:
3 {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ}: في القبر، ثُمَّ كَلَّا: في البعث.
6 {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} في الموقف، ثُمَّ لَتَرَوُنَّها: بالملابسة والدخول.
8 {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}، نزلت والصّحابة في جهد من العيش فقالوا: يا رسول اللّه كيف نسأل عن النّعيم؟ وإنّما نأكل الشّعير في نصف بطوننا ونلبس الصوف مثل الضأن. فقال: «شرب الماء البارد، وحذو النّعال، وظل الجدر» اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة التكاثر:
عدد 16 – 102.
نزلت بمكة بعد الكوثر.
وهي ثماني آيات.
وثمانية وعشرون كلمة.
ومائة وعشرون حرفا.
لا يوجد في القرآن سورة مبدوءة ولا مختومة بما بدئت وختمت به.
لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال تعالى: {أَلْهاكُمُ} عاقكم وأخركم أيها الناس واشغلكم {التَّكاثُرُ 1} بالأموال والأولاد والمباهات والمفاخرة والتباري بالعدوان والمناقب والسمعة عن طاعة ربكم وإدامة ذكره وبقيتم في ذلك منهمكين معرضين عما ينجيكم من الآخرة {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 2} أي متم ودفنتم فيها يقال لمن مات زار قبره أو رمسه، أي منعكم حرصكم على تكثير أموالكم عما يقربكم من ربكم إلى أن هلكتم.
روى مطرف بن عبد اللّه بن الشخير عن أبيه قال انتهيت إلى رسول اللّه وهو يقرأ هذه الآية فقال: «يقول ابن آدم مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأبقيت وما أكلت فأفنيت وما لبست فأبليت؟!» أخرجه الترمذي.
وروى البخاري عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه «يتبع الميت ثلاث فيرجع اثنان ويبقي واحد، يتبعه ماله وأهله وعمله، فيرجع ماله وأهله ويبقى عمله»، نزلت هذه الآية في بني عبد مناف وبني سهم بن عمرو كل يقول نحن أكثر سيدا وأعز عزيزا وأعظم نفرا وأكثر عددا حتى ان كلا منهم عد موتاه فكثر بنو سهم بني عبد مناف بثلاثة أبيات، فرد اللّه عليهم بلسان نبيه {كَلَّا} أي ليس التكاثر المحمود الذي يتنافس به المتنافسون بكثرة الأموال والأولاد ولكنه بالأعمال الصالحة، وما قيل إنها نزلت في الأنصار الذين تفاخروا بأحيائهم وأمواتهم لا يصح، وكذلك القول بأنها نزلت في طائفتين من اليهود غير صحيح لأن الأنصار واليهود في المدينة، ولم ينزل عنهما شيء في مكة وهي مع وجود السبب عامة، في كل من هذا شأنه، لما ذكرنا بأن العبرة لعموم اللفظ لا لخصوص السبب ثم هدد اللّه المتكاثرين بقوله: {سَوْفَ تَعْلَمُونَ} عاقبة هذا التباهي والتفاخر في برزخ القبر، إذا أنزل بكم الموت الذي هو خاتمة ايام الدنيا ومفتتح أيام الآخرة.
{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 3} مخافة يوم الحشر والنشور، قال علي كرم اللّه وجهه كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت هذه السورة التي فيها هذه الآية فأيقنا، قال تعالى مكررا الردع والزجر تأكيدا لعظم ما يلاقونه عند البعث {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ 4} الحال الذي أنتم فيه بأنه زائل، وأن ما بين أيديكم لا ينفعكم نفعا دائما إذ لا يكون إلا بالعمل الصالح {عِلْمَ الْيَقِينِ 5} كالأمور التي تتحقون صحتها وتتيقنون وقوعها لما ألهاكم تكاثركم ولأشغلكم خوف الآخرة وعذابها عن كل ما في الدنيا، راجع تفسير آخر سورة الواقعة الآتية، ثم أكد الإنذارات الثلاثة بالقسم وعزتي وجلالي {لَتَرَوُنَّ} أيها المتفاخرون المتكاثرون {الْجَحِيمَ 6} بأبصاركم عيانا بعد الموت قبل الجزاء، وهي التي أوعدكم العذاب فيها على لسان رسله، ثم كرر القسم تشديدا للتهديد وتهويلا للأمر فقال عز قوله: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّها} أي الجحيم المذكورة {عَيْنَ الْيَقِينِ 7} بالمشاهدة لاخفاء فيها، وهذا القسم من نوع الأقسام المضمرة التي تدل عليها اللام وقد يستدل عليها بالواو معنى كقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها} الآية 75 من سورة مريم الآتية والأولى في القرآن كثير، وإن غالب الأقسام المحذوفة الفعل تكون بالواو وإذا ذكر حرف القسم أتى بالفعل كقوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ} الآية 52 من سورة النور وقوله: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ} الآية 73 من سورة التوبة وإذا لم يوجد الفعل لا توجد الياء قطعا ولهذا أخطأوا عند قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} الآية 12 من سورة لقمان، وقوله: {بِما عَهِدَ عِنْدَكَ} الآية 12 من الأعراف الآتية وقوله: {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} 119 من المائدة في جزء 3 ومن القسم.
واليقين اعتقاد الشيء أنه كذا مع اعتقاد أنه لا يمكن إلا كذا اعتقادا مطابقا المواقع غير ممكن الزوال ثم كرر القسم التهديدي تأييدا للتأكيد فقال: {ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ} يوم الحساب الذي سينال فيه كل أحد جزائه {عَنِ النَّعِيمِ} الذي شغلكم الالتذاذ به في الدنيا عن القيام بأمر الدين.
روي عن ابن الزبير أنه قال لما نزلت هذه الآية قال الزبير رضي اللّه عنه يا رسول اللّه وأي نعيم نسأل عنه وإنما هما الأسودان التمر والماء قال: «أما إنه سيكون».
وروى البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ».
ولهذا فسر بعضهم النعيم بالصحة والأمن وفسره بعضهم بما جاء في قول الشاعر:
خبز وماء وظل هو النعيم الأجل ** جحدت نعمة ربي ان قلت اني مقلّ

وقال الحسن هو ما سوى كنّ يؤويه، وأثواب تواريه، وكسرة تغذيه. والآية عامة في كل ما يطلق عليه اسم النعيم وسيأتي بحث معنى اليقين في الآية 52 من سورة الحاقة وإن النعيم نسبي بحسب الأشخاص والأحوال والأمكنة.
هذا، واللّه أعلم، وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه وسلم على سيدنا.
محمد وآله وأصحابه وأتباعه أجمعين صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة التكاثر:
مكية.
{المقابر} تام ويبتدئ بـ: {كلا} بمعنى الأعلى التهديد والوعيد.
{ثم كلا سوف تعلمون} كاف وكذا {علم اليقين}.
{عين اليقين} صالح.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة التكاثر:
مكية.
ولا وقف من أوَّلها إلى {المقابر} فلا يوقف على {التكاثر} لأن ما بعده غاية لما قبله.
{المقابر} كاف.
ولا يوقف على {كلا} لأنَّها صلةٌ لما بعدها بمعنى حقًا سوف تعلمون ما أنتم عليه من التكاثر بالأموال والأولاد فالخطاب الأوَّل للكفار والثاني للمؤمنين وفصل بين الأوَّل والثاني بالوقف وإلا فالثاني داخل مع الأول لاتساقه عليه وكررت للتغليظ والتخويف ووعيد بعد وعيد وجاء بثُّم إيذانًا بأنَّ تكريره أبلغ منَّ الأول في التهويل.
{تعلمون} الثاني كاف ثم كرر الثالثة لتحقيق العلم فقال: {كلا لو تعلمون علم اليقين} وهو أكفى مما قبله وجواب {لو} محذوف تقديره ما ألهاكم التكاثر وجعل الحسن البصري {كلا} الثالثة قسمًا وابتدأ بها وقيل الوقف {لو تعلمون} ثم يبتدئ {علم اليقين} على القسم وانتصب لما حذفت الواو وجوبًا به. {لترون} أي والله لترون الجحيم كقول امرئ القيس:
فقالت يمين الله مالك حيلة ** وما أن أرى عنك الغواية تنجلي

وقيل لا يجوز أن يكون {لترون} جوابًا لأنه محقق الوقوع بل الجواب محذوف تقديره لو تعلمون علمًا يقينًا ما ألهاكم التكاثر فحذف الجواب للعلم بتقدمه.
قرأ العامة {لترون} مبنيًا للفاعل وقرأ ابن عامر والكسائي {لترون} بضم التاء الفوقية رباعيًا متعديًا لاثنين الأول الواو والثاني {الجحيم} ولا يوقف على {الجحيم} للعطف.
{عين اليقين} جائز لاختلاف المسؤول عنه وقيل لا يجوز للعطف.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة التكاثر:
بسم الله الرحمن الرحيم
روى عن الحسن وأبي عمرو- واختلف عنهما- أنهما همز {لَتَرَؤنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَؤنَّهَا}.
قال أبو الفتح: هذا على إجراء غير اللازم مجرى اللازم، وله باب في كتابنا الخصائص، غير أنه ضعيف مرذول. وذلك أن الحركة فيه لالتقاء الساكنين، وقد كررنا في كلامنا أن أعراض التقاء الساكنين غي محفول بها، هذا إذا كانا في كلمتين، إلا أن الساكنين هنا مما هو جار مجرى الكلمة الواحدة.
ألا ترى أن النون تبنى مع الفعل كخمسة عشر، وذلك في قولك: لأفعلن كذا؟ فمن هاهنا ضارعت حركة نون أين، وفاء كيف، وسين أمس، وهمزة هؤلاء، وذال منذ. وكل واحدة من هذه الحركات معتدة، وإن كانت لالتقاء الساكنين.
ألا ترى أنهم احتسبوها، وأثبتوها، وجعلوا ما هي فيه مبنيا عليها؟ وهذه الحركات- لما ذكرنا من كونها في كلمة واحدة- أقوى من حركات التقائهما في المنفصلين.
ألا ترى إلى إجتماعهم على أنه لم يبن فعل على الكسر، هذا مع كثرة ما جاء عنهم من نحو {قُمِ الليل} و{قُلِ اللَّهُم}، وقول الشاعر:
زيادتنا نعمان لا تحرمننا تق ** الله فينا والكتاب الذي تتلو

وسبب ترك اعتدادهم بها كون الساكنين من كلمتين، وكذلك أيضا قولهم: لا ضم في الفعل، وقد قرئ: {قُمِ الليل}، وهذا واضح. فإذا ثبت بذلك الفرق بين حركتي التقاء الساكنين وهما متصلان وبينهما وهما منفصلان سكنت إلى همز الواو من قوله: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم} و{لَتَرَوُنَّهَا}، فاعرف ذلك؛ فإن جميع أصحابنا تلقوا همزة هذه الواو بالفساد، وجمعوا بينها وبين همز الواو من قوله: {اشْتَرَءوُا الضَّلالَة} فيمن همز الواو، وهذه لعمري قبيحة؛ لأن الساكنين من كلمتين، فلذلك فرق ما بين الموضعين. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة التكاثر:
مكية وقال البخاري مدنية.
وآيها ثمان.
وأمال {ألهاكم} حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في {لترون الجحيم} (الآية 6) فابن عامر والكسائي بضم التاء مبنيا للمفعول مضارع أرى معدى رأى البصرية بالهمز لاثنين رفع الأول على النيابة وبقي الثاني وهو {الجحيم} منصوبا وأصله لترأيون كتكرمون نقلت حركة الهمزة إلى الراء فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت للساكنين ودخلت النون الثقيلة وحذفت نون الرفع وحركت الواو للساكنين ولم تحذف لأنها علامة جمع وقبلها فتحة ولو كانت ضمة لحذفت نحو {ولا يصدنك عن آيات الله} وعن الحسن {لترؤن} {ثم لترؤنها} بهمزة الواوين استثقل الضمة على الواو فهمز كما همز {أقتت} والباقون بفتح التاء مبنيا للفاعل مضارع رأى وخرج بالقيد {ثم لترونها} المتفق على فتح تائه لأن المعنى فيه أنهم يرونها أولا ثم يرونها بأنفسهم. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة التكاثر:
{المقابر} رقق ورش راءه مطلقا وغيره يرققها وقفا ويفخمها وصلا.
{لترون} قرأ ابن عامر والكسائي بضم التاء وغيرهما بفتحها ولا خلاف بين العشرة في فتح التاء في لترونها. اهـ.

.فصل في حجة القراءات: في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة التكاثر:
قوله تعالى: {لترون الجحيم} يقرأ بفتح التاء وضمها فالحجة لمن فتح انه دل بذلك على بناء الفعل لهم فجعلهم به فاعلين والحجة لمن ضم انه دل بذلك على بناء الفعل لما لم يسم فاعله والاصل في الفعل لترأيون على وزن لتفعلون فنقلوا فتحة الهمزة إلى الراء وهي ساكنة ففتحوها وحذفوا الهمزة تخفيفا فبقيت الياء مضمومة والضم فيها مستثقل فحذفوا الضمة عنها فبقيت ساكنة وواو الجمع ساكنة فحذفوا الياء لالتقاء الساكنين فالتقى حينئذ ساكنان واو الجمع والنون المدغمة فحذفوا الواو لالتقائهما فأما قوله: {ثم لترونها عين اليقين} بفتح التاء لا خلاف بينهم فيه. اهـ.